الرحلات الميدانية- مدرسة بنات نحالين الثانوية
الرحلات الميدانية
مدرسة بنات نحالين الثانوية
تعرفنا على مفهوم التنوع الحيوي وقد حانت اللحظة للتعرف عن كثب على الكائنات الحية في البيئة بالإضافة إلى التعرف على البيئة المحيطة بنا ولذلك فقد توجهنا من المخرور إلى بتير وأيضا من برك سليمان إلى وادي ارطاس برفقة أسرة متحف فلسطين التاريخ الطبيعي والذين نحب أن نسميهم برواد الطبيعة لشدة حبهم لها وحرصهم عليها و لهفتهم لدراستها واكتشاف جديدها. في بداية كل رحلة كان يتم تعريفنا إلى المنطقة التي سنتعرف عليها خلال المسار و تعلمنا الكثير من المعلومات القيمة، مثل منطقة ارطاس وبالتحديد أمام برك سليمان، حيث تم تعريفنا على تاريخ البرك، مثلا أنها سميت نسبة للسلطان سليمان القانوني والتي كانت تجمع مياه الأمطار لاستعمالها وقت الحاجة لري الأراضي والمزروعات حتى و أن مياهها كانت تروي حقول القدس
في بداية مسارنا في أرطاس، وجدنا على يميننا كنيسة تعرف باسم الجنة المغلقة، وعلى يسارنا كانت هناك قنوات ماء تسمى بقنوات ارطاس، فتمتعنا برؤيتها قليلا ومن ثم بدأنا في المسار. بدأنا بالدخول في المراعي والنظر إلى روعتها والكلام عنها وعن طرق الري عبر القنوات الممتدة من برك سليمان، وكيف كانت منطقة ارطاس تسمى بسلة خضار بيت لحم فكانت خضرواتها هي ما يغذي سوق الخضار في المدينة وتتربع على عرش الجودة فيها، ومن ثم مررنا ببرك السمك الصغيرة، التي تهدف الى انتاج الأسماك واستخدام مياهها في تسميد المزروعات وريها
وأثناء مرورنا بكل تلك المشاهد الخلابة التي تتضمنها المسارات البيئية، جمعنا بعض أنواع الحشرات من أجل دراستها وإجراء الأبحاث عليها في المتحف.بالطبع رافق هذا الحب لاستكشاف العديد من التساؤلات والتي كان ابرزها عن ماهية وجود الأفاعي في المنطقة من عدمه
بالطبع فقد كانت فترات الاستراحة غنية بالمعلومات سواء عن تاريخ المنطقة أو عن التنوع الحيوي الموجود فيها بالاضافة الى أهميتها ضمن النظام البيئي. ولم تخلوا هذه الاستراحة من اللعب والاستمتاع بالطبيعة المحيطة بنا
لفت انتباهنا د. مازن قمصية إلى بعض الكتب القديمة التي عمل مؤلفيها على توثيق وجود بعض أنواع النباتات في المنطقة مما يساهم في إتاحة الفرصة أمام الدراسات اللاحقة لمقارنة مدى تأثر البيئة وتاثر الغطاء النباتي فيها
. كان الغريب في الرحلات أنه وبعد أن اقتربنا من الوصول الى نهاية الطريق كنا ننظر الى المسارات التي مشيناها لنتعجب كيف قطعناها دون الشعور بالملل والتعب بالرغم من الظروف الجوية المتقلبة وهذا السؤال كانت إجابته أننا من شدة فرحتنا بذلك الوقت لم نشعر بالطريق. وبينما كنا ننتظر الحافلة كنا على يقين بأن البيئة هي ملاذنا الآمن ومرجعنا الحنون وهي أجمل ما في هذا الكون
☺ فشكراً لرواد الطبيعة … وأتمنى أن يتعرف الناس على الطبيعة كما عرفتموها